الاختبارات الطبية: بين الضرورة و الإسهاب


الاختبارات الطبية: بين الضرورة و الإسهاب




Redundancy (EN) = Redondance (FR)= حشو، إسهاب (AR)
Redundant (EN)= Redondant (FR) = مسهب، زائد (AR)
       I.            مقدمة:
عرفت الكيمياء الحيوية السريرية تطورا كبيرا منذ ستينات القرن الماضي مع ارتفاع مردودية و محسوسية طرق المعايرة]1[، لكن في غياب قواعد محددة لكيفية طلب التحاليل الطبية و حالات إعادتها، نجد أنفسنا أمام طلبات مكررة غير ضرورية، و التي تظهر أحيانا على أنها آلية و ليست انتقائية حسب نتائج الفحص السريري ، أو حسب سن، جنس، أو السوابق الطبية للمريض.
     II.            الإسهاب في التحاليل الطبية:
1.     ما هو الاختبار الزائد؟
نعتبر اختبارا طبيا انه زائد، عندما يوالي اختبارا آخر من نفس النوع، دون أن يضيف أية معلومات سريرية جديدة أو مهمة. هذه الاختبارات تمثل جزءا من التحاليل التي يمكن التخلي عنها دون المساس بنوعية و مستوى التكفل بالمريض ]2[.
2.    نتائج بعض الدراسات عن الإسهاب في طلب التحاليل:
-         توصل شرودر و زملاؤه إلى أن 65% من طلبات الاختبارات البيولوجية  من دون فائدة ]3[.
-         مياكيس و زملاؤه توصلوا إلى أن 68% من التحاليل الواسعة الطلب في مصلحة للطب الداخلي يمكن تجنبها دون الإضرار بنوعية التكفل بالمرضى، و لقد بلغت نسب الاختبارات التي يمكن تجنبها حسب دراستهم: 84% بالنسبة للكالسيوم، 82% ل ALAT، 77% ل ASAT ، 77% للبوتاسيوم، و 77% للجلوكوز ]4[.
-         أثبت أيزنبورج أيضا في دراسته أن 50% من طلبات اختبار LDH و 60% من طلبات الكالسيوم غير مناسبة ]5[.
3.    ما هي تداعيات هذه الظاهرة؟
يمكن لهذه الظاهرة أن تتسبب في عدة مشاكل على عدة مستويات:
·        على مستوى المصالح الاستشفائية: قد تتسبب كثرة التحاليل في ارتفاع نسبة الأخطاء في النتائج مما يعقد عملية تفسيرها]6[ و يؤدي في بعض الأحيان إلى تحديد علاج غير مناسب للمريض ]7[ و إطالة مدة مكوثه في المستشفى، قد يترتب عن هذه الأخيرة اكتظاظ في المصالح الاستشفائية. إعداد الممرضين المتكرر لعينات التحاليل قد يزيد من احتمال تعرضهم للإصابة بأمراض معدية خصوصا التي يكون انتقالها عبر الدم مثل HIV وHCV ]8[.
·        على مستوى مخابر التحاليل: قد يتسبب الإسهاب في ارتفاع تكاليف التكفل بالمرضى على مستوى المستشفيات، اكتظاظ كبير في المخابر، تبديد للوقت و للموارد، تزايد الأخطار المحدقة بالعمال: خطر العدوى، التعرض للمواد الكيميائية الخطيرة، حوادث العمل...الخ.
·        على المرضى: الحصول المتكرر على عينات التحاليل قد يتسبب في اضطراب النوم لدى المريض (خصوصا أن بعض العينات يجب أخذها في ساعة مبكرة جدا مما يقلق راحة المريض) ]9[، تلف عصبي و التهابات]10[، بالإضافة إلى فقر الدم العلاجي المنشأ ]11،12، 13[.
  III.            كثرة أو تواتر التحاليل الموصوفة:
1.     تعريف التواتر:
يمثل التواتر عدد الاختبارات المنجزة N خلال مدة زمنية معينة T و التي تمثل غالبا فترة استشفاء المريض ( مكوثه في المؤسسة الصحية). F= N/T
2.     مهل التكرار المنصوح بها لبعض التحاليل:
يمثل الجدول التالي قائمة لمهل إعادة بعض التحاليل حسب توصيات بعض المجمعات العلمية، هذه المهل هي مجرد توصيات قابلة للتعديل و ليست عبارة عن قواعد ثابتة أو نتائج نهائية، فالطبيب المعاين هو المخول الوحيد في اتخاذ قرار طلب التحاليل حسب ما يراه مناسبا.( يمكنكم إيجاد القوائم كاملة في المصدر المذكور أسفله) ]14[.
نوع الاختبار
مهلة الإعادة
الحالات السريرية
تروبونين / Troponin / Troponine
حالة طارئة

متلازمة الشريان التاجي الحادة
كل ساعتين
الحركية في حالة اشتباه الإصابة بمتلازمة الشريان التاجي الحادة
كل 24 ساعة
متابعة متلازمة الشريان التاجي الحادة و / أو قصور القلب الحاد 
TSH
من 6 إلى 8 أسابيع

بداية علاج هرموني

من 6 إلى 12 شهرا
مريض يخضع لعلاج متوازن بالهرمونات البديلة
FT4 / T4L
كل 7 أيام

FT3 / T3L
كل 7 أيام

فريتين / Ferritin / Ferritine
كل 14 يوم

الزلال / Albumin /  Albumine
كل 30 يوم

الكولسترول الكلي + الكولسترول HDL +ثلاثي الجليسيريد
كل 6 أسابيع
بعد بداية العلاج
الهموغلوبين السكري/ Hémoglobine glyquée/
8 إلى 12 أسبوع

حمص الفوليك / Folate
14 يوم

فيتامين B12
14 يوم

IgA/IgG/ IgM
30 يوم

فحص البول / CBEU / ECBU 
كل 48 ساعة
في حالة تعليق عدوى
زمن البروثرومبين/ PT/ TP
من 48 الى 72 ساعة


وضع او تغيير جرعة الدواء

من 3 الى 4 أيام

تغيير وضع أو ايقاف علاج مصاحب

شهر واحد
مراقبة العلاج
علامات الورم/ Tumor markers / marqueurs tumoraux
10 أيام

البروتين التفاعلي ج/  CRP
كل 40 ساعة


كل 12 ساعة ×3
في حالة اشتباه انتقال عدوى من الأم إلى الجنين
المستضد البروستاتي النوعي / PSA
كل 3 ايام

بعد فحص المستقيم
كل شهرين
في حالة عدوى في المسالك البولية
كل سنة

في خالة وجود عوامل خطر
كل سنتين
للمتابعة في حالة نسبة PSA عادية

  IV.            المصادر:
[1] Dreux C. Hommage à M.L Girard: Gestation et naissance de la biochimie hospitalière. Revue d'histoire de la pharmacie, 87ᵉ année, n°324, 1999. P: 425-432.
[2] David W. Bates, et al. What Proportion of Common Diagnostic Tests Appear Redundant? The American Journal of Medicine, April 1998.Vol 104: 361-368.
[3] Schroeder S.A, et al. The Failure of Physician Education as a Cost Containment Strategy. JAMA, july13, 1984. Vol 252, No 2: 225-230.
[4] Miyakis S, et al. Factors contributing to inappropriate ordering of tests in an academic medical department and the effect of an educational feedback strategy. Postgrad Med J 2006, 82: 823-829.
[5] Young D.W. Improving Laboratory Usage: A Review. Postgrad Med Journal, 1988.Vol 64: 283-289.
[6] Marjanovic N,  Mesrine M, Lardeur JY, Marchetti M, Favreau F, Guenezan J, Mimoz O. Respect des recommandations de prescription des examens biologiques et évaluation de leur impact sur le temps de passage aux urgences. Ann. Fr. Med. Urgence. 2017.
[7] David W. Bates, Gilad J. Kuperman, Eve Rittenberg, Jonathan M. Teich, Julie Fiskio, Nell Ma’luf, Andrew Onderdonk,  Donald Wybenga, James Winkelman, Troyen A. Brennan, Anthony L. Komaroff,  MilenkoTanasijevic. A Randomized Trial of a Computer-based Intervention to Reduce Utilization of Redundant Laboratory Tests.  The American Journal of Medicine. Volume 106, issue 2, February 1999: 144-150.
[8] Ezzie M.E, et al. Laboratory Testing in the Intensive Care Unit. Crit Care Clin, 2007. Vol 23:435–465.
[9] Lee J, Maslove D.M. Using information theory to identify redundancy in common laboratory tests in the intensive care unit. BMC Medical Informatics and Decision Making (2015) 15:59.
[10] Lalongo C, Bernardini S. Phlebotomy, a bridge between laboratory and patient. Biochimica Medica 2016.Vol 26 (1): 17-33.
[11] Woodhouse S. Complications of critical care: lab testing and iatrogenic anemia. MLO Med Lab Obs 2001, 33:28–31.
[12] Loftsgard T.O, Kashyap R. Clinicians role in reducing lab order frequency in ICU settings.  Journal of  Perioperative and Critical Intensive Care Nursing. Volume 2, issue 1, March 2016.
[13] Salisbury A.C, et al. Diagnostic Blood Loss From Phlebotomy and Hospital-Acquired Anemia During Acute Myocardial Infarction. Arch Intern Med , Oct 10,2011. Vol 171, No 18: 1646-1653.
[14] Challine D,  Flourié F,  Pfeffer J, et al. Recommandations concernant la prescription d'examens de biologie médicale. Qualité et accréditation en biologie médicale. Ann Biol Clin 2010; 68 (Hors-série no 1): 23-42.







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماهو الدواء الجنيس أو الجينيريك؟ هل هو نفس الدواء الأصلي؟ و هل له نفس الفعالية ؟

الإسهال: ماهو الإسهال؟ أسبابه؟ و كيف يعالج؟

المضادات الحيوية و الأغذية